[ ص: 226 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ( 65 ) )
يقول تعالى ذكره : لم يكن ربك يا
محمد رب السماوات والأرض وما بينهما نسيا ، لأنه لو كان نسيا لم يستقم ذلك ، ولهلك لولا حفظه إياه ، فالرب مرفوع ردا على قوله ( ربك ) وقوله ( فاعبده ) يقول : فالزم طاعته ، وذل لأمره ونهيه (
واصطبر لعبادته ) يقول : واصبر نفسك على النفوذ لأمره ونهيه ، والعمل بطاعته ، تفز برضاه عنك ، فإنه الإله الذي لا مثل له ولا عدل ولا شبيه في جوده وكرمه وفضله (
هل تعلم له سميا ) يقول : هل تعلم يا
محمد لربك هذا الذي أمرناك بعبادته ، والصبر على طاعته مثلا في كرمه وجوده ، فتعبده رجاء فضله وطوله دونه كلا ما ذلك بموجود .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
عبد الله ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله (
هل تعلم له سميا ) يقول : هل تعلم للرب مثلا أو شبيها .
حدثني
سعيد بن عثمان التنوخي ، قال : ثنا
إبراهيم بن مهدي ، عن
عباد بن عوام ، عن
شعبة ، عن
الحسن بن عمارة ، عن رجل ، عن
ابن عباس ، في قوله (
هل تعلم له سميا ) قال : شبيها .
حدثني
يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن
الأعمش ، عن
مجاهد في هذه الآية (
هل تعلم له سميا ) قال : هل تعلم له شبيها ، هل تعلم له مثلا تبارك وتعالى .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله (
هل تعلم له سميا ) لا سمي لله ولا عدل له ، كل خلقه يقر له ، ويعترف أنه خالقه ، ويعرف ذلك ، ثم يقرأ هذه الآية (
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، في قوله (
هل تعلم له سميا ) قال : يقول : لا شريك له ولا مثل .