القول في
تأويل قوله تعالى : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ( 75 ) )
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا
محمد لهؤلاء المشركين بربهم ، القائلين : إذا تتلى عليهم آياتنا ، أي الفريقين منا ومنكم خير مقاما وأحسن نديا ، من كان منا ومنكم في الضلالة جائرا عن طريق الحق ، سالكا غير سبيل الهدى ، فليمدد له الرحمن مدا : يقول : فليطول له الله في ضلالته ، وليمله فيها إملاء .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله (
في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) فليدعه الله في طغيانه .
[ ص: 244 ]
وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنى
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
وقوله (
حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة ) يقول تعالى ذكره : قل لهم : من كان منا ومنكم في الضلالة ، فليمدد له الرحمن في ضلالته إلى أن يأتيهم أمر الله ، إما عذاب عاجل ، أو يلقوا ربهم عند قيام الساعة التي وعد الله خلقه أن يجمعهم لها ، فإنهم إذا أتاهم وعد الله بأحد هذين الأمرين (
فسيعلمون من هو شر مكانا ) ومسكنا منكم ومنهم (
وأضعف جندا ) أهم أم أنتم؟ ويتبينون حينئذ أي الفريقين خير مقاما ، وأحسن نديا .