القول في تأويل قوله تعالى : (
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ( 28 ) )
يقول تعالى ذكره : يعلم ما بين أيدي ملائكته ما لم يبلغوه ما هو وما هم فيه قائلون وعاملون وما خلفهم ، يقول : وما مضى من قبل اليوم مما خلفوه وراءهم من الأزمان والدهور ما عملوا فيه ، قالوا ذلك كله محصى لهم وعليهم ، لا يخفى عليه من ذلك شيء .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 429 ] ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) يقول : يعلم ما قدموا وما أضاعوا من أعمالهم (
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) يقول :
ولا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية عن
علي عن
ابن عباس قوله (
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) يقول : الذين ارتضى لهم شهادة أن لا إله إلا الله .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد قوله ( إلا لمن ارتضى ) قال : لمن رضي عنه .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين قال : ثنى
حجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
مجاهد مثله .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد عن
قتادة قوله (
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) يوم القيامة ، (
وهم من خشيته مشفقون ) .
حدثنا
الحسن قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال أخبرنا
معمر عن
قتادة يقول : ولا يشفعون يوم القيامة .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور عن
معمر عن
قتادة مثله ، وقوله (
وهم من خشيته مشفقون ) يقول : وهم من خوف الله وحذار عقابه أن يحل بهم مشفقون ، يقول : حذرون أن يعصوه ويخالفوا أمره ونهيه .