القول في تأويل قوله تعالى : (
وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر )
قال
أبو جعفر : وتأويل ذلك : وما يعلم الملكان أحدا من الناس الذي أنزل عليهما من التفريق بين المرء وزوجه ، حتى يقولا له : إنما نحن بلاء وفتنة لبني
آدم ، فلا تكفر بربك ، كما : -
1696 - حدثني
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
[ ص: 443 ] nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : إذا أتاهما - يعني
هاروت وماروت - إنسان يريد السحر ، وعظاه وقالا له : لا تكفر ، إنما نحن فتنة! فإن أبى ، قالا له : ائت هذا الرماد فبل عليه ، فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حتى يدخل السماء - وذلك الإيمان - وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكل شيء منه ، فذلك غضب الله ، فإذا أخبرهما بذلك علماه السحر ، فذلك قول الله : (
وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) الآية .
1697 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد ، عن
سعيد ، عن
قتادة والحسن : (
حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) ، قال : أخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر .
1698 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر قال : قال
قتادة : كانا يعلمان الناس السحر ، فأخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا : "إنما نحن فتنة فلا تكفر" .
1699 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثنا
أبو سفيان ، عن
معمر قال : قال غير
قتادة : أخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يتقدما إليه فيقولا : "إنما نحن فتنة فلا تكفر" .
1700 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
يحيى بن سعيد ، عن
عوف ، عن
الحسن قال : أخذ عليهما أن يقولا ذلك .
1701 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : أخذ الميثاق عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا : "إنما نحن فتنة فلا تكفر" . لا يجترئ على السحر إلا كافر .
[ ص: 444 ]
وأما الفتنة في هذا الموضع ، فإن معناها : الاختبار والابتلاء ، من ذلك قول الشاعر .
وقد فتن الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويلا
ومنه قوله : "فتنت الذهب في النار" ، إذا امتحنتها لتعرف جودتها من رداءتها ، "أفتنها فتنة وفتونا" ، كما : -
1702 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ( إنما نحن فتنة ) ، أي بلاء .