القول في
تأويل قوله تعالى : ( الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ( 49 ) )
[ ص: 454 ] يقول تعالى ذكره : آتينا
موسى وهارون الفرقان ، الذكر الذي آتيناهما للمتقين الذين يخافون ربهم بالغيب ، يعني في الدنيا أن يعاقبهم في الآخرة إذا قدموا عليه بتضييعهم ما ألزمهم من فرائضه فهم من خشيته ، يحافظون على حدوده وفرائضه ، وهم من الساعة التي تقوم فيها القيامة مشفقون ، حذرون أن تقوم عليهم ، فيردوا على ربهم قد فرطوا في الواجب عليهم لله ، فيعاقبهم من العقوبة بما لا قبل لهم به .