القول في
تأويل قوله تعالى : ( قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ( 66 )
أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ( 67 ) )
[ ص: 464 ]
يقول تعالى ذكره : قال
إبراهيم لقومه : أفتعبدون أيها القوم ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ، وأنتم قد علمتم أنها لم تمنع نفسها ممن أرادها بسوء ، ولا هي تقدر أن تنطق إن سئلت عمن يأتيها بسوء فتخبر به ، أفلا تستحيون من عبادة ما كان هكذا .
كما حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
سلمة عن
ابن إسحاق (
قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ) . . . الآية ، يقول يرحمه الله : ألا ترون أنهم لم يدفعوا عن أنفسهم الضر الذي أصابهم ، وأنهم لا ينطقون فيخبرونكم من صنع ذلك بهم ، فكيف ينفعونكم أو يضرون .
وقوله ( أف لكم ) يقول : قبحا لكم وللآلهة التي تعبدون من دون الله ، أفلا تعقلون قبح ما تفعلون من عبادتكم ما لا يضر ولا ينفع ، فتتركوا عبادته ، وتعبدوا الله الذي فطر السماوات والأرض ، والذي بيده النفع والضر .