القول في
تأويل قوله تعالى : ( ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ( 76 )
ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ( 77 ) )
يقول تعالى ذكره : واذكر يا
محمد نوحا إذ نادى ربه من قبلك ، ومن قبل
إبراهيم ولوط ، وسألنا أن نهلك قومه الذين كذبوا الله فيما توعدهم به من وعيده ، وكذبوا نوحا فيما أتاهم به من الحق من عند ربه (
قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) فاستجبنا له دعاءه ، (
ونجيناه وأهله ) يعني
[ ص: 474 ] بأهله أهل الإيمان من ولده وحلائلهم (
من الكرب العظيم ) يعني بالكرب العظيم العذاب الذي أحل بالمكذبين من الطوفان والغرق ، والكرب : شدة الغم ، يقال منه : قد كربني هذا الأمر فهو يكربني كربا ، وقوله : (
ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ) يقول : ونصرنا
نوحا على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا ، فأنجيناه منهم ، فأغرقناهم أجمعين ، إنهم كانوا قوم سوء ، يقول تعالى ذكره : إن
قوم نوح الذين كذبوا بآياتنا كانوا قوم سوء ، يسيئون الأعمال ، فيعصون الله ويخالفون أمره .