القول في
تأويل قوله تعالى : ( وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون ( 93 ) )
يقول تعالى ذكره : وتفرق الناس في دينهم الذي أمرهم الله به ودعاهم إليه ، فصاروا فيه أحزابا ، فهودت
اليهود ، وتنصرت
النصارى وعبدت الأوثان ، ثم أخبر جل ثناؤه عما هم إليه صائرون ، وأن مرجع جميع أهل الأديان إليه ، متوعدا بذلك أهل الزيغ منهم والضلال ، ومعلمهم أنه لهم بالمرصاد ، وأنه مجاز جميعهم
[ ص: 524 ] جزاء المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله (
وتقطعوا أمرهم بينهم ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
وتقطعوا أمرهم بينهم ) قال : تقطعوا : اختلفوا ، في الدين .