القول في تأويل
قوله تعالى : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ( 103 ) )
اختلف أهل التأويل في الفزع الأكبر أي الفزع هو ؟ فقال بعضهم : ذلك النار إذا أطبقت على أهلها .
ذكر من قال ذلك : حدثنا
أبو هشام ، قال : ثنا
يحيى بن يمان ، قال : ثنا
سفيان ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير (
لا يحزنهم الفزع الأكبر )
[ ص: 542 ] قال : النار إذا أطبقت على أهلها .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قوله (
لا يحزنهم الفزع الأكبر ) قال : حين يطبق جهنم ، وقال : حين ذبح الموت .
وقال آخرون : بل ذلك النفخة الآخرة .
ذكر من قال ذلك : حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
لا يحزنهم الفزع الأكبر ) يعني النفخة الآخرة .
وقال آخرون : بل ذلك حين يؤمر بالعبد إلى النار .
ذكر من قال ذلك : حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
حكام ، عن
عنبسة ، عن رجل ، عن
الحسن (
لا يحزنهم الفزع الأكبر ) قال : انصراف العبد حين يؤمر به إلى النار .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : ذلك عند النفخة الآخرة ، وذلك أن من لم يحزنه ذلك الفزع الأكبر وآمن منه ، فهو مما بعده أحرى أن لا يفزع ، وأن من أفزعه ذلك فغير مأمون عليه الفزع مما بعده .
وقوله (
وتتلقاهم الملائكة ) يقول : وتستقبلهم الملائكة يهنئونهم يقولون (
هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) فيه الكرامة من الله والحباء والجزيل من الثواب على ما كنتم تنصبون في الدنيا لله في طاعته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال
ابن زيد .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) قال : هذا قبل أن يدخلوا الجنة .