القول في تأويل قوله تعالى : (
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ( 36 ) )
[ ص: 630 ] يقول تعالى ذكره : والبدن وهي جمع بدنة ، وقد يقال لواحدها : بدن ، وإذا قيل بدن احتمل أن يكون جمعا وواحدا ، يدل على أنه قد يقال ذلك للواحد قول الراجز :
علي حين نملك الأمورا صوم شهور وجبت نذورا وحلق راسي وافيا مضفورا
وبدنا مدرعا موفورا
والبدن : هو الضخم من كل شيء ، ولذلك قيل
لامرئ القيس بن النعمان صاحب الخورنق ، والسدير البدن : لضخمه واسترخاء لحمه ، فإنه يقال : قد بدن تبدينا . فمعنى الكلام : والإبل العظام الأجسام الضخام جعلناها لكم أيها الناس من شعائر الله ، يقول : من أعلام أمر الله الذي أمركم به في مناسك حجكم إذا قلدتموها وجللتموها وأشعرتموها علم بذلك وشعر أنكم فعلتم ذلك من الإبل والبقر .
كما : حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
يحيى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال
عطاء : (
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ) قال : البقرة والبعير .
[ ص: 631 ] وقوله : (
لكم فيها خير ) يقول : لكم في البدن خير ، وذلك الخير هو الأجر في الآخرة بنحرها والصدقة بها ، وفي الدنيا : الركوب إذا احتاج إلى ركوبها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى - وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله : (
لكم فيها خير ) قال : أجر ومنافع في البدن .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد مثله .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال . حدثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم : (
لكم فيها خير ) قال : اللبن والركوب إذا احتاج .
حدثنا
عبد الحميد بن بيان ، قال : أخبرنا
إسحاق ، عن
شريك ، عن
منصور ، عن
إبراهيم : (
لكم فيها خير ) قال : إذا اضطررت إلى بدنتك ركبتها وشربت لبنها .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
إبراهيم : (
لكم فيها خير ) من احتاج إلى ظهر البدنة ركب ، ومن احتاج إلى لبنها شرب .
وقوله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) يقول تعالى ذكره : فاذكروا اسم الله على البدن عند نحركم إياها صواف .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) بمعنى مصطفة ، واحدها : صافة ، وقد صفت بين أيديها . وروي عن
الحسن ومجاهد وزيد بن أسلم وجماعة أخر معهم ، أنهم قرءوا ذلك . " صوافي " بالياء منصوبة ، بمعنى : خالصة لله لا شريك له فيها صافية له .
وقرأ بعضهم ذلك : " صواف " بإسقاط الياء وتنوين الحرف ، على مثال : عوار وعواد . وروي عن
ابن مسعود أنه قرأه : " صوافن " بمعنى : معقلة .
والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بتشديد الفاء
[ ص: 632 ] ونصبها ، لإجماع الحجة من القراء عليه بالمعنى الذي ذكرناه لمن قرأه كذلك .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه بتشديد الفاء ونصبها : - حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
جابر بن نوح ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : الله أكبر الله أكبر ، اللهم منك ولك . صواف : قياما على ثلاث أرجل . فقيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : ما نصنع بجلودها ؟ قال : تصدقوا بها ، واستمتعوا بها .
حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا
أيوب بن سويد ، قال : ثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
ابن عباس ، في قوله : ( صواف ) قال : قائمة ، قال : يقول : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك .
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : ثنا
ابن أبي عدي ، عن
شعبة ، عن
سليمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
ابن عباس : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : قياما على ثلاث قوائم معقولة باسم الله ، اللهم أكبر ، اللهم منك ولك .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
حصين ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، في قوله : ( صواف ) قال : معقولة إحدى يديها ، قال : قائمة على ثلاث قوائم .
حدثني
علي قال : ثنا
عبد الله ، قال : ثني
معاوية عن
علي ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) يقول : قياما .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) والصواف : أن تعقل قائمة واحدة وتصفها على ثلاث فتنحرها كذلك .
حدثنا
يعقوب قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
يعلى بن عطاء ، قال : أخبرنا
بجير بن سالم ، قال : رأيت
ابن عمر وهو ينحر بدنته ، قال : فقال : ( صواف ) كما قال الله ، قال : فنحرها وهي قائمة معقولة إحدى يديها .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابن إدريس ، قال : أخبرنا
ليث ، عن
مجاهد ، قال : الصواف : إذا عقلت رجلها وقامت على ثلاث .
[ ص: 633 ] قال : ثنا
ليث ، عن
مجاهد ، في قوله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : صواف بين أوظافها .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى - وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : ( صواف ) قال : قيام صواف على ثلاث قوائم .
- حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : بين وظائفها قياما .
حدثنا
ابن البرقي ، قال : ثنا
ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا
يحيى بن أيوب ، عن
خالد بن يزيد ، عن
ابن أبي هلال ، عن
نافع ، عن
عبد الله : أنه كان ينحر البدن وهي قائمة مستقبلة البيت تصف أيديها بالقيود ، قال : هي التي ذكر الله : (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثني جرير ، عن منصور ، عن رجل ، عن أبي ظبيان ، عن
ابن عباس ، قال : قلت له : قول الله (
فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : إذا أردت أن تنحر البدنة فانحرها ، وقل : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك ، ثم سم ثم انحرها . قلت : فأقول ذلك للأضحية ، قال : وللأضحية .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه : " صوافي " بالياء : حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
المعتمر ، عن أبيه ، عن
الحسن أنه قال : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : مخلصين .
قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، قال : قال
الحسن : " صوافي " : خالصة .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، قال : قال
الحسن : " صوافي " : خالصة لله .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم عن
شقيق الضبي : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة .
قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل ، قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوسا عن قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصا .
[ ص: 634 ] حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة ليس فيها شريك كما كان المشركون يفعلون ، يجعلون لله ولآلهتهم صوافي صافية لله تعالى .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه " صوافن " : حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : في حرف
ابن مسعود : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " : أي معقلة قياما .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : في حرف
ابن مسعود : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " قال : أي معقلة قياما .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، قال : من قرأها " صوافن " قال : معقولة . قال : ومن قرأها : ( صواف ) قال : تصف بين يديها .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صواف " يعني صوافن ، والبدنة إذا نحرت عقلت يدا واحدة ، فكانت على ثلاث ، وكذلك تنحر .
قال
أبو جعفر : وقد تقدم بيان أولى هذه الأقوال بتأويل قوله : ( صواف ) وهي المصطفة بين أيديها المعقولة إحدى قوائمها .
وقوله : (
فإذا وجبت جنوبها ) يقول : فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النحر ، (
فكلوا منها ) وهو من قولهم : قد وجبت الشمس : إذا غابت فسقطت للتغيب ، ومنه قول أوس بن حجر :
ألم تكسف الشمس والبدر والكواكب للجبل الواجب
[ ص: 635 ] يعني بالواجب الواقع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : - حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثني
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
فإذا وجبت جنوبها ) سقطت إلى الأرض .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد مثله .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، في قوله : (
فإذا وجبت جنوبها ) قال : إذا فرغت ونحرت .
حدثني
محمد بن عمارة ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا
إسرائيل ، عن
أبي يحيى ، عن
مجاهد : (
فإذا وجبت ) نحرت .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
فإذا وجبت جنوبها ) قال : إذا نحرت .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
فإذا وجبت جنوبها ) قال : فإذا ماتت .
وقوله : (
فكلوا منها ) وهذا مخرجه مخرج الأمر ومعناه الإباحة والإطلاق ; يقول الله : فإذا نحرت فسقطت ميتة بعد النحر فقد حل لكم أكلها ، وليس بأمر إيجاب .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي يقول في ذلك ما : - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قالا ثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ، قال : المشركون كانوا لا يأكلون من ذبائحهم ، فرخص للمسلمين ، فأكلوا منها ، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
مؤمل ، قال : ثنا
سفيان ، عن
حصين ، عن
مجاهد ، قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، فهي بمنزلة : (
وإذا حللتم فاصطادوا ) .
[ ص: 636 ] حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : (
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) يقول : يأكل منها ويطعم .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
يونس عن
الحسن . وأخبرنا
مغيرة ، عن
إبراهيم ، وأخبرنا
حجاج ، عن
عطاء . وأخبرنا
حصين ، عن
مجاهد ، في قوله : (
فكلوا منها ) قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، قال
مجاهد : هي رخصة ، هي كقوله : (
فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ) ومثل قوله : (
وإذا حللتم فاصطادوا ) ، وقوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) يقول : فأطعموا منها القانع .
واختلف أهل التأويل في المعني بالقانع والمعتر ، فقال بعضهم : القانع الذي يقنع بما أعطي أو بما عنده ولا يسأل ، والمعتر : الذي يتعرض لك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل .
ذكر من قال ذلك : - حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : المستغني بما أعطيته وهو في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ويلم بك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل . وهؤلاء الذين أمر أن يطعموا من البدن .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية عن ليث ، عن
مجاهد ، قال : القانع : جارك الذي يقنع بما أعطيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ولا يسألك .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : أخبرني
أبو صخر ، عن
القرظي أنه كان يقول في هذه الآية : (
وأطعموا القانع والمعتر ) القانع : الذي يقنع بالشيء اليسير يرضى به ، والمعتر : الذي يمر بجانبك لا يسأل شيئا; فذلك المعتر .
وقال آخرون : القانع : الذي يقنع بما عنده ولا يسأل; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك .
ذكر من قال ذلك : حدثني
علي ، قال : ثنا أبو
صالح ، قال : ثني
[ ص: 637 ] معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : (
القانع والمعتر ) يقول : القانع المتعفف; ( والمعتر ) يقول : السائل .
حدثنا
ابن أبي الشوارب ، قال : ثنا
عبد الواحد ، قال : ثنا
خصيف ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا يقول : القانع : أهل مكة; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك .
حدثني
أبو السائب ، قال : ثنا
عطاء عن خصيف ، عن
مجاهد مثله .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
مسلم بن إبراهيم ، قال : ثني
كعب بن فروخ ، قال : سمعت
قتادة يحدث ، عن
عكرمة ، في قوله : (
القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقعد في بيته ، والمعتر : الذي يسأل .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الأعلى ، قال : ثنا
سعيد عن
قتادة ، قال : القانع : المتعفف الجالس في بيته; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قال : القانع : والمعتر ، قال : القانع : الطامع بما قبلك ولا يسألك; والمعتر : الذي يعتريك ويسألك .
حدثني
نصر بن عبد الرحمن ، قال : ثنا
المحاربي ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد وإبراهيم قالا القانع : الجالس في بيته; والمعتر : الذي يسألك .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الأعلى ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة في القانع والمعتر ، قال : القانع : الذي يقنع بما في يديه; والمعتر : الذي يعتريك ، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
مجاهد : (
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع الذي يجلس في بيته . والمعتر : الذي يعتريك .
وقال آخرون : القانع : هو السائل ، والمعتر : هو الذي يعتريك ولا يسأل .
ذكر من قال ذلك : حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الأعلى ، قال : ثنا
يونس عن
الحسن ، قال : القانع : الذي يقنع إليك ويسألك; والمعتر :
[ ص: 638 ] الذي يتعرض لك ولا يسألك .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
محمد بن جعفر ، قال : ثنا
شعبة ، عن
منصور بن زاذان ، عن
الحسن ، في هذه الآية : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك . قال : وقال الكلبي : القانع : الذي يسألك ; والمعتر : الذي يعتريك ، يتعرض ولا يسألك .
حدثني
نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : ثنا
المحاربي ، عن
سفيان ، عن
يونس عن
الحسن ، في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يسألك ، والمعتر : الذي يتعرض لك .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابن إدريس ، عن أبيه ، قال : قال
سعيد بن جبير : القانع : السائل .
حدثني
محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : ثني
غالب ، قال : ثني
شريك ، عن
فرات القزاز ، عن
سعيد بن جبير ، في قوله : ( القانع ) قال هو السائل ، ثم قال . أما سمعت قول الشماخ :
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع
قال : من السؤال .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
يونس عن
الحسن ، أنه قال في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقنع إليك يسألك ، والمعتر : الذي يريك نفسه ويتعرض لك ولا يسألك .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
هشام قال : أخبرنا
منصور [ ص: 639 ] ويونس عن
الحسن . قال : القانع : السائل ، والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل .
حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16455عبد الله بن عياش ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : القانع : الذي يسأل الناس .
وقال آخرون : القانع : الجار ، والمعتر : الذي يعتريك من الناس .
ذكر من قال ذلك : - حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابنا إدريس ، قال : سمعت ليثا ، عن
مجاهد ، قال : القانع : جارك وإن كان غنيا ، والمعتر : الذي يعتريك .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن
عنبسة ، عن
ابن أبي نجيح ، قال : قال
مجاهد ، في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : جارك الغني ، والمعتر : من اعتراك من الناس .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
مغيرة ، عن
إبراهيم ، في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) أنه قال : أحدهما السائل ، والآخر الجار .
وقال آخرون : القانع : الطواف ، والمعتر : الصديق الزائر .
ذكر من قال ذلك : - حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثني أبي
وشعيب بن الليث ، عن الليث ، عن
خالد بن يزيد ، عن
ابن أبي هلال ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، في قول الله تعالى : (
القانع والمعتر ) فالقانع : المسكين الذي يطوف ، والمعتر : الصديق والضعيف الذي يزور .
وقال آخرون : القانع : الطامع ، والمعتر : الذي يعتر بالبدن .
ذكر من قال ذلك : - حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى - وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : ( القانع ) قال : الطامع; والمعتر : من يعتر بالبدن من غني أو فقير .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
عمر بن عطاء ، عن
عكرمة ، قال : القانع : الطامع .
[ ص: 640 ] وقال آخرون : القانع : هو المسكين ، والمعتر : الذي يتعرض للحم .
ذكر من قال ذلك : - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : المسكين ، والمعتر : الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين ، ولا تكون له ذبيحة ، يجيء إلى القوم من أجل لحمهم ، والبائس الفقير : هو القانع .
وقال آخرون بما : - حدثنا به
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن فرات ، عن
سعيد بن جبير ، قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
يونس عن
الحسن بمثله .
قال : ثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ومجاهد : (
القانع والمعتر ) القانع : الجالس في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك .
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : عنى بالقانع السائل ؛ لأنه لو كان المعني بالقانع في هذا الموضع المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل : وأطعموا القانع والسائل ، ولم يقل : وأطعموا القانع والمعتر . وفي إتباع ذلك قوله : " والمعتر " الدليل الواضح على أن القانع معني به السائل ، من قولهم : قنع فلان إلى فلان ، بمعنى سأله وخضع إليه ، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد :
وأعطاني المولى على حين فقره إذا قال أبصر خلتي وقنوعي
وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي ، فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا . وأما المعتر : فإنه الذي يأتيك معترا بك لتعطيه وتطعمه .
وقوله : (
كذلك سخرناها لكم ) يقول هكذا سخرنا البدن لكم أيها الناس . يقول : لتشكروني على تسخيرها لكم .