[ ص: 641 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ( 37 ) )
يقول تعالى ذكره : [ لم يصل إلى الله لحوم بدنكم ولا دماؤها ، ولكن يناله اتقاؤكم إياه أن اتقيتموه فيها فأردتم بها وجهه ، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها وعظمتم بها حرماته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : - حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
يحيى ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ، في قول الله : (
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) قال : ما أريد به وجه الله .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) قال : إن اتقيت الله في هذه البدن ، وعملت فيها لله ، وطلبت ما قال الله تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله ، فإنه قال : (
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) قال (
ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) قال : وجعلته طيبا ، فذلك الذي يتقبل الله . فأما اللحوم والدماء ، فمن أين تنال الله ؟ وقوله : (
كذلك سخرها لكم ) يقول : هكذا سخر لكم البدن . يقول : (
لتكبروا الله على ما هداكم ) يقول : كي تعظموا الله على ما هداكم ، يعني على توفيقه إياكم لدينه وللنسك في حجكم .
كما : - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : (
لتكبروا الله على ما هداكم ) قال : على ذبحها في تلك الأيام (
وبشر المحسنين ) : يقول : وبشر يا
محمد الذين أطاعوا الله فأحسنوا في طاعتهم إياه في الدنيا بالجنة في الآخرة .