القول في تأويل
قوله تعالى : ( حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ( 77 ) )
[ ص: 61 ] اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم : معناه : حتى إذا فتحنا عليهم باب القتال ، فقتلوا يوم
بدر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
إسحاق بن شاهين ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد ) قد مضى ، كان يوم
بدر .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثني
عبد الأعلى ، قال : ثنا
داود ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس مثله .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد ) قال : يوم
بدر .
وقال آخرون : معناه : حتى إذا فتحنا عليهم باب المجاعة والضر ، وهو الباب ذو العذاب الشديد .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد ) قال : لكفار
قريش الجوع ، وما قبلها من القصة لهم أيضا .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، بنحوه ، إلا أنه قال : وما قبلها أيضا .
وهذا القول الذي قاله
مجاهد : أولى بتأويل الآية ، لصحة الخبر الذي ذكرناه قبل عن
ابن عباس ، أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المجاعة التي أصابت قريشا ; بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وأمر
ثمامة بن أثال ، وذلك لا شك أنه كان بعد وقعة
بدر .
وقوله : (
إذا هم فيه مبلسون ) يقول : إذا هؤلاء المشركون فيما فتحنا عليهم من العذاب حزنى نادمون على ما سلف منهم ، في تكذيبهم بآيات الله ، في حين لا ينفعهم الندم والحزن .