القول في
تأويل قوله تعالى : ( من بعد ما تبين لهم الحق )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، أي من بعد ما تبين لهؤلاء الكثير من أهل الكتاب - الذين يودون أنهم يردونكم كفارا من بعد إيمانكم - الحق في أمر
محمد صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من عند ربه ، والملة التي دعا إليها فأضاء لهم : أن ذلك الحق الذي لا يمترون فيه ، كما : -
[ ص: 502 ]
1790 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، من بعد ما تبين لهم أن
محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإسلام دين الله .
1791 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، يقول : تبين لهم أن
محمدا رسول الله ، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .
1792 - حدثت عن
عمار قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع ، مثله - وزاد فيه : فكفروا به حسدا وبغيا ، إذ كان من غيرهم .
1793 - حدثني
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، قال : الحق هو
محمد صلى الله عليه وسلم ، فتبين لهم أنه هو الرسول .
1794 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، قال : قد تبين لهم أنه رسول الله .
قال
أبو جعفر : فدل بقوله ذلك : أن كفر الذين قص قصتهم في هذه الآية بالله وبرسوله ، عناد ، وعلى علم منهم ومعرفة بأنهم على الله مفترون ، كما : -
1795 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
عثمان بن سعيد قال : حدثنا
بشر بن عمارة ، عن
أبي روق ، عن
الضحاك ، عن
ابن عباس : (
من بعد ما تبين لهم الحق ) ، يقول الله تعالى ذكره : من بعد ما أضاء لهم الحق ، لم يجهلوا منه شيئا ، ولكن الحسد حملهم على الجحد . فعيرهم الله ولامهم ووبخهم أشد الملامة .