القول في تأويل قوله تعالى : (
وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا ( 58 ) )
يقول تعالى ذكره : وتوكل يا
محمد على الذي له الحياة الدائمة التي لا موت معها ، فثق به في أمر ربك وفوض إليه ، واستسلم له ، واصبر على ما نابك فيه . قوله : (
وسبح بحمده ) يقول : واعبده شكرا منك له على ما أنعم به عليك . قوله : (
وكفى به بذنوب عباده خبيرا )
[ ص: 287 ] يقول : وحسبك بالحي الذي لا يموت خابرا بذنوب خلقه ، فإنه لا يخفى عليه شيء منها ، وهو محص جميعها عليهم حتى يجازيهم بها يوم القيامة .