القول في
تأويل قوله تعالى : ( قال رب إن قومي كذبون ( 117 )
فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ( 118 )
فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ( 119 )
ثم أغرقنا بعد الباقين ( 120 ) )
يقول تعالى ذكره : قال
نوح : (
رب إن قومي كذبون ) فيما أتيتهم به من الحق من عندك ، وردوا علي نصيحتي لهم . (
فافتح بيني وبينهم فتحا ) يقول : فاحكم بيني وبينهم حكما من عندك تهلك به المبطل ، وتنتقم به ممن كفر بك وجحد توحيدك ، وكذب رسولك .
كما حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : (
فافتح بيني وبينهم فتحا ) قال : فاقض بيني وبينهم قضاء .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
فافتح بيني وبينهم فتحا ) قال : يقول : اقض بيني وبينهم . ( ونجني ) يقول : ونجني من ذلك العذاب الذي تأتي به حكما بيني وبينهم . (
ومن معي من المؤمنين ) يقول : والذين معي من أهل الإيمان بك والتصديق لي .
وقوله (
فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ) يقول : فأنجينا
نوحا ومن معه من المؤمنين - حين فتحنا بينهم وبين قومهم ، وأنزلنا بأسنا بالقوم الكافرين - في الفلك المشحون ، يعني في السفينة الموقرة المملوءة .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله (
الفلك المشحون ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
في الفلك المشحون ) قال : يعني الموقر .
حدثنا
محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا
الحسين بن الحسن الأشقر ، قال : ثنا
أبو كدينة ، عن
عطاء ، عن سعيد
بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : ( المشحون ) : الموقر .
[ ص: 372 ]
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله : (
الفلك المشحون ) قال : المفروغ منه المملوء .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، قال : ( المشحون ) المفروغ منه تحميلا .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، في قول الله : (
الفلك المشحون ) قال : هو المحمل .
وقوله : (
ثم أغرقنا بعد الباقين ) من قومه الذين كذبوه ، وردوا عليه النصيحة .