القول في
تأويل قوله تعالى : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ( 128 )
وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ( 129 )
وإذا بطشتم بطشتم جبارين ( 130 ) )
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل
هود لقومه : (
أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) والريع : كل مكان مشرف من الأرض مرتفع ، أو طريق أو واد ; ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
طراق الخوافي مشرف فوق ريعة ندى ليله في ريشه يترقرق
وقول
الأعشى :
ويهماء قفر تجاوزتها إذا خب في ريعها آلها
[ ص: 374 ]
وفيه لغتان : ريع وريع بكسر الراء وفتحها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) يقول : بكل شرف .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
بكل ريع ) قال : فج .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
أتبنون بكل ريع آية ) قال : بكل طريق .
حدثني
سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، قال : ثنا
أبو قتيبة ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد ، قال : ثنا
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله : (
أتبنون بكل ريع ) قال : الريع : الثنية الصغيرة .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17309يحيى بن حسان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال
عكرمة : (
بكل ريع ) قال : فج وواد ، قال : وقال
مجاهد (
بكل ريع ) بين جبلين .
قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، قوله : (
أتبنون بكل ريع ) قال : شرف ومنظر .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : (
بكل ريع ) قال : بكل طريق .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
بكل ريع ) بكل طريق . ويعني بقوله ( آية ) بنيانا ، علما .
وقد بينا في غير موضع من كتابنا هذا ، أن الآية هي الدلالة والعلامة بالشواهد المغنية عن إعادتها في هذا الموضع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في ألفاظهم
[ ص: 375 ] في تأويله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : (
بكل ريع آية ) قال : الآية : علم .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
بكل ريع آية ) قال : آية : بنيان .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : ( آية ) : بنيان .
حدثني
علي بن سهل ، قال : ثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، في قوله : (
بكل ريع آية ) قال : بنيان الحمام .
وقوله : ( تعبثون ) قال : تلعبون .
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : ( تعبثون ) قال : تلعبون .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك ، يقول في قوله : ( تعبثون ) قال : تلعبون .
وقوله : (
وتتخذون مصانع ) اختلف أهل التأويل في معنى المصانع ، فقال بعضهم : هي قصور مشيدة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
وتتخذون مصانع ) قال : قصور مشيدة ، وبنيان مخلد .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : ( مصانع ) : قصور مشيدة وبنيان .
[ ص: 376 ]
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
مجاهد ، قال : ( مصانع ) يقول : حصون وقصور .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17309يحيى بن حسان ، عن
مسلم ، عن رجل ، عن
مجاهد ، قوله : (
مصانع لعلكم تخلدون ) قال : أبرجة الحمام .
وقال آخرون : بل هي مآخذ للماء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : ( مصانع ) قال : مآخذ للماء .
قال
أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن المصانع جمع مصنعة ، والعرب تسمي كل بناء مصنعة ، وجائز أن يكون ذلك البناء كان قصورا وحصونا مشيدة ، وجائز أن يكون كان مآخذ للماء ، ولا خبر يقطع العذر بأي ذلك كان ، ولا هو مما يدرك من جهة العقل . فالصواب أن يقال فيه ، ما قال الله : إنهم كانوا يتخذون مصانع .
وقوله : (
لعلكم تخلدون ) يقول : كأنكم تخلدون ، فتبقون في الأرض .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثنا
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
لعلكم تخلدون ) يقول : كأنكم تخلدون .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : قال في بعض الحروف (
وتتخذون مصانع ) كأنكم تخلدون .
وكان
ابن زيد يقول : " لعلكم " في هذا الموضع استفهام .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ) قال : هذا استفهام ، يقول : لعلكم تخلدون حين تبنون هذه الأشياء ؟ .
وكان بعض أهل العربية يزعم أن لعلكم في هذا الموضع بمعنى " كيما " .
[ ص: 377 ]
وقوله : (
وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) يقول : وإذا سطوتم سطوتم قتلا بالسيوف ، وضربا بالسياط .
كما حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) قال : القتل بالسيف والسياط .