القول في تأويل قوله جل ذكره (
أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين )
قال
أبو جعفر : وهذا خبر من الله عز وجل عمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، أنه قد حرم عليهم دخول المساجد التي سعوا في تخريبها ، ومنعوا عباد الله المؤمنين من ذكر الله عز وجل فيها ، ما داموا على مناصبة الحرب ، إلا على خوف ووجل من العقوبة على دخولهموها ، كالذي : -
1827 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) ، وهم اليوم كذلك ، لا يوجد نصراني في
بيت المقدس إلا نهك ضربا ، وأبلغ إليه في العقوبة .
1828 - حدثنا
الحسن قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : قال الله عز وجل : (
ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) ، وهم
النصارى ، فلا يدخلون المسجد إلا مسارقة ، إن قدر عليهم عوقبوا .
1829 - حدثنا
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) ، فليس في الأرض رومي يدخلها
[ ص: 525 ] اليوم إلا وهو خائف أن تضرب عنقه ، أو قد أخيف بأداء الجزية ، فهو يؤديها .
1830 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد nindex.php?page=hadith&LINKID=811255في قوله : ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) ، قال : نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . قال : فجعل المشركون يقولون : اللهم إنا منعنا أن ننزل! .
وإنما قيل : (
أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) ، فأخرج على وجه الخبر عن الجميع ، وهو خبر عن (
من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) ؛ لأن "من" في معنى الجميع ، وإن كان لفظه واحدا .