[ ص: 390 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( كذب أصحاب الأيكة المرسلين ( 176 )
إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ( 177 )
إني لكم رسول أمين ( 178 )
فاتقوا الله وأطيعون ( 179 ) )
يقول تعالى ذكره : (
كذب أصحاب الأيكة ) . والأيكة : الشجر الملتف ، وهي واحدة الأيك ، وكل شجر ملتف فهو عند
العرب أيكة ; ومنه قول
نابغة بني ذبيان :
تجلو بقادمتي حمامة أيكة بردا أسف لثاته بالإثمد
وأصحاب الأيكة : هم أهل مدين فيما ذكر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) يقول : أصحاب الغيضة .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) قال : الأيكة : مجمع الشجر .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال
ابن عباس ، قوله : (
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) قال :
أهل مدين ، والأيكة : الملتف من الشجر .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) قال : الأيكة : الشجر ، بعث الله
شعيبا إلى قومه من
أهل مدين ، وإلى أهل البادية ، قال : وهم أصحاب ليكة ، وليكة والأيكة : واحد .
وقوله (
إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ) يقول تعالى ذكره : قال لهم
شعيب :
[ ص: 391 ] ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم ربكم ؟ . (
إني لكم ) من الله (
رسول أمين ) على وحيه . ( فاتقوا ) عقاب ( الله ) على خلافكم أمره ( وأطيعون ) ترشدوا .