القول في
تأويل قوله تعالى : ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون ( 4 )
أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون ( 5 ) )
يقول تعالى ذكره : إن الذين لا يصدقون بالدار الآخرة ، وقيام الساعة ، وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب . (
زينا لهم أعمالهم )
يقول : حببنا إليهم قبيح أعمالهم ، وسهلنا ذلك عليهم . (
فهم يعمهون ) يقول : فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيناها لهم يترددون حيارى يحسبون أنهم يحسنون .
وقوله : (
أولئك الذين لهم سوء العذاب ) يقول تعالى ذكره : هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة لهم سوء العذاب في الدنيا ، وهم الذين قتلوا ببدر من مشركي قريش .
يقول : وهم يوم القيامة هم الأوضعون تجارة والأوكسوها باشترائهم الضلالة بالهدى (
فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) .