القول في تأويل قوله تعالى : (
فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا [ ص: 440 ] ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19 ) )
يقول تعالى ذكره : فتبسم
سليمان ضاحكا من قول النملة التي قالت ما قالت ، وقال : (
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ) يعني بقوله ( أوزعني ) ألهمني .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس في قوله : (
قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك ) يقول : اجعلني .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ) قال : في كلام العرب ، تقول : أوزع فلان بفلان ، يقول : حرض عليه . وقال
ابن زيد : ( أوزعني ) ألهمني وحرضني على أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي .
وقوله : (
وأن أعمل صالحا ترضاه ) يقول : وأوزعني أن أعمل بطاعتك وما ترضاه (
وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) يقول : وأدخلني برحمتك مع عبادك الصالحين ، الذين اخترتهم لرسالتك وانتخبتهم لوحيك ، يقول : أدخلني من الجنة مداخلهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) قال : مع عبادك الصالحين الأنبياء والمؤمنين .