القول في
تأويل قوله تعالى : [ ص: 485 ] ( أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ( 61 ) )
يقول تعالى ذكره : أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم خير وهو لا يضر ولا ينفع ، أم الذي جعل الأرض لكم قرارا تستقرون عليها لا تميد بكم ( وجعل ) لكم (
خلالها أنهارا ) يقول : بينها أنهارا (
وجعل لها رواسي ) وهي ثوابت الجبال ،
(
وجعل بين البحرين حاجزا ) بين العذب والملح ، أن يفسد أحدهما صاحبه ( أإله مع الله ) سواه فعل هذه الأشياء فأشركتموه في عبادتكم إياه ؟
وقوله : (
بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول تعالى ذكره : بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون قدر عظمة الله ، وما عليهم من الضر في إشراكهم في عبادة الله غيره ، وما لهم من النفع في إفرادهم الله بالألوهة ، وإخلاصهم له العبادة ، وبراءتهم من كل معبود سواه .