القول في
تأويل قوله تعالى : ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 13 ) )
يقول تعالى ذكره : ( فرددنا )
موسى ( إلى أمه ) بعد أن التقطه آل
فرعون ، لتقر عينها بابنها ، إذ رجع إليها سليما من قتل
فرعون ( ولا تحزن ) على فراقه إياها
[ ص: 535 ] (
ولتعلم أن وعد الله ) الذي وعدها إذ قال لها (
فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني ) . . . الآية ، ( حق ) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
فرددناه إلى أمه ) فقرأ حتى بلغ ( لا يعلمون ) ووعدها أنه راده إليها وجاعله من المرسلين ، ففعل الله ذلك بها .
وقوله : (
ولكن أكثرهم لا يعلمون ) يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حق ، لا يصدقون بأن ذلك كذلك .