القول في
تأويل قوله تعالى : ( قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ( 35 ) )
يقول تعالى ذكره : قال الله
لموسى (
سنشد عضدك ) ; أي نقويك ونعينك بأخيك . تقول
العرب إذا أعز رجل رجلا وأعانه ومنعه ممن أراده بظلم : قد شد فلان على عضد فلان ، وهو من : عاضده على أمره : إذا أعانه ، ومنه قول
ابن مقبل :
عاضدتها بعتود غير معتلث كأنه وقف عاج بات مكنونا
[ ص: 579 ]
يعني بذلك : قوسا عاضدها بسهم . وفي العضد لغات أربع : أجودها : العضد ، ثم العضد ، ثم العضد ، والعضد . يجمع جميع ذلك على أعضاد .
وقوله : (
ونجعل لكما سلطانا ) يقول : ونجعل لكما حجة .
كما حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : ( لكما سلطانا ) حجة .
حدثنا
القاسم قال : قال : ثنا
الحسين قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
موسى ، قال : ثنا
عمرو ، قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
ونجعل لكما سلطانا ) والسلطان : الحجة .
وقوله : (
فلا يصلون إليكما ) يقول تعالى ذكره : فلا يصل إليكما
فرعون وقومه بسوء . وقوله : ( بآياتنا ) يقول تعالى ذكره : (
فلا يصلون إليكما ) فرعون وقومه (
بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) فالباء في قوله : بآياتنا من صلة غالبون . ومعنى الكلام : أنتما ومن اتبعكما الغالبون
فرعون وملأه بآياتنا ; أي بحجتنا وسلطاننا الذي نجعله لكما .