القول في
تأويل قوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ( 43 ) )
يقول تعالى ذكره : (
ولقد آتينا موسى التوراة من بعد ما أهلكنا ) الأمم التي كانت قبله ، كقوم
نوح وعاد وثمود وقوم
لوط وأصحاب مدين (
بصائر للناس ) يقول : ضياء
لبني إسرائيل فيما بهم إليه الحاجة من أمر دينهم ( وهدى ) يقول : وبيانا لهم ورحمة لمن عمل به منهم ( لعلهم يتذكرون ) يقول : ليتذكروا نعم الله بذلك عليهم ، فيشكروه عليها ولا يكفروا .
[ ص: 584 ]
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : (
ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
محمد وعبد الوهاب ، قالا ثنا
عوف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة ، ألم تر أن الله يقول : (
ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ) .