القول في
تأويل قوله تعالى : ( ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين ( 45 ) )
[ ص: 585 ]
يعني تعالى ذكره بقوله : (
ولكنا أنشأنا قرونا ) ولكنا خلقنا أمما فأحدثناها من بعد ذلك (
فتطاول عليهم العمر ) وقوله : (
وما كنت ثاويا في أهل مدين ) يقول : وما كنت مقيما في
أهل مدين ، يقال : ثويت بالمكان أثوي به ثواء ، قال
أعشى ثعلبة :
أثوى وقصر ليله ليزودا فمضى وأخلف من قتيلة موعدا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وما كنت ثاويا في أهل مدين ) قال : الثاوي : المقيم (
تتلو عليهم آياتنا ) يقول : تقرأ عليهم كتابنا (
ولكنا كنا مرسلين ) يقول : لم تشهد شيئا من ذلك يا
محمد ، ولكنا كنا نحن نفعل ذلك ونرسل الرسل .