القول في تأويل قوله تعالى : ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 6 ) )
[ ص: 75 ]
يقول - تعالى ذكره - : وعد الله جل ثناؤه ، وعد أن
الروم ستغلب
فارس من بعد غلبة
فارس لهم ، ونصب (
وعد الله ) على المصدر من قوله : (
وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) لأن ذلك وعد من الله لهم أنهم سيغلبون ، فكأنه قال : وعد الله ذلك المؤمنين وعدا ، (
لا يخلف الله وعده ) يقول - تعالى ذكره - : إن الله يفي بوعده للمؤمنين أن
الروم سيغلبون
فارس ، لا يخلفهم وعده ذلك ؛ لأنه ليس في مواعيده خلف (
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يقول : ولكن أكثر
قريش الذين يكذبون بأن الله منجز وعده المؤمنين ، من أن
الروم تغلب
فارس ، لا يعلمون أن ذلك كذلك ، وأنه لا يجوز أن يكون في وعد الله إخلاف .