القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ( 20 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن حججه على أنه القادر على ما يشاء أيها الناس من إنشاء وإفناء ، وإيجاد وإعدام ، وأن كل موجود فخلقه خلقة أبيكم من تراب ، يعني بذلك خلق
آدم من تراب ، فوصفهم بأنه خلقهم من تراب ، إذ كان ذلك فعله بأبيهم آدم كنحو الذي قد بينا فيما مضى من خطاب العرب من خاطبت بما فعلت بسلفه من قولهم : فعلنا بكم وفعلنا .
وقوله : (
ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) يقول : ثم إذا أنتم معشر ذرية من خلقناه من تراب (
بشر تنتشرون ) ، يقول : تتصرفون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
ومن آياته أن خلقكم من تراب ) خلق
آدم عليه السلام من تراب (
ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) يعني : ذريته .