القول في تأويل قوله تعالى : (
ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ( 46 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن أدلته على وحدانيته ، وحججه عليكم ، على أنه إله كل شيء (
أن يرسل الرياح مبشرات ) بالغيث والرحمة (
وليذيقكم من رحمته ) يقول : ولينزل عليكم من رحمته ، وهي الغيث الذي يحيي به البلاد ، ولتجري السفن في البحار بها بأمره إياها (
ولتبتغوا من فضله ) يقول : ولتلتمسوا من أرزاقه ومعايشكم التي قسمها بينكم (
ولعلكم تشكرون ) يقول : ولتشكروا ربكم على ذلك ، أرسل هذه
[ ص: 113 ] الرياح مبشرات .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
الرياح مبشرات ) قال : بالمطر .
وقالوا في قوله : (
وليذيقكم من رحمته ) مثل الذي قلنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : (
وليذيقكم من رحمته ) قال : المطر .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وليذيقكم من رحمته ) : المطر .