1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة السجدة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ( 21 ) )

اختلف أهل التأويل في معنى العذاب الأدنى الذي وعد الله أن يذيقه هؤلاء الفسقة ، فقال بعضهم : ذلك مصائب الدنيا في الأنفس والأموال .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس [ ص: 189 ] ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) يقول : مصائب الدنيا وأسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) قال : العذاب الأدنى بلاء الدنيا ، قيل : هي المصائب .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة عن قتادة عن عروة عن الحسن العرني عن ابن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) قال : المصيبات في الدنيا قال : والدخان قد مضى ، والبطشة واللزام .

قال أبو موسى : ترك يحيى بن سعيد ، يحيى بن الجزار ، نقصان رجل .

حدثنا محمد بن بشار قال : ثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن ابن عروة ، عن الحسن العرني ، عن يحيى بن الجزار ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أنه قال : في هذه الآية ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : مصيبات الدنيا ، واللزوم والبطشة ، أو الدخان : شك شعبة في البطشة أو الدخان .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عروة ، عن الحسن العرني ، عن يحيى بن الجزار ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، بنحوه ، إلا أنه قال : المصيبات واللزوم والبطشة .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا زيد بن حباب ، عن شعبة ، عن قتادة عن عروة عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب قال : المصيبات يصابون بها في الدنيا : البطشة ، والدخان ، واللزوم .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع عن أبي العالية ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) قال : المصائب في الدنيا .

قال : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : المصيبات في دنياهم وأموالهم .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، حدثه ، عن الحسن قوله : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) : أي مصيبات الدنيا . [ ص: 190 ]

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) قال : أشياء يصابون بها في الدنيا .

وقال آخرون : عنى بها الحدود .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : الحدود .

وقال آخرون : عنى بها القتل بالسيف ، قال : وقتلوا يوم بدر .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن السدي ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) قال : يوم بدر .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله مثله .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا إسرائيل ، عن السدي ، عن مسروق ، عن عبد الله مثله .

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا هشيم قال : أخبرنا عوف عمن حدثه ، عن الحسن بن علي ، أنه قال : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : القتل بالسيف صبرا .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا عبد الأعلى ، عن عوف ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : القتل بالسيف ، كل شيء وعد الله هذه الأمة من العذاب الأدنى إنما هو السيف .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : القتل والجوع لقريش في الدنيا .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : كان مجاهد يحدث [ ص: 191 ] عن أبي بن كعب أنه كان يقول : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) يوم بدر .

وقال آخرون : عنى بذلك سنون أصابتهم .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : سنون أصابتهم .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم مثله .

وقال آخرون : عنى بذلك : عذاب القبر .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمارة قال : ثنا عبيد الله قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال : الأدنى في القبور وعذاب الدنيا .

وقال آخرون : ذلك عذاب الدنيا .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) قال : العذاب الأدنى : عذاب الدنيا .

وأولى الأقوال في ذلك أن يقال : إن الله وعد هؤلاء الفسقة المكذبين بوعيده في الدنيا العذاب الأدنى ، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر ، والعذاب : هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم ، إما شدة من مجاعة ، أو قتل ، أو مصائب يصابون بها ، فكل ذلك من العذاب الأدنى ، ولم يخصص الله - تعالى ذكره - ، إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع ، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا بالقتل والجوع والشدائد والمصائب في الأموال ، فأوفى لهم بما وعدهم .

وقوله : ( دون العذاب الأكبر ) يقول : قيل العذاب الأكبر ، وذلك عذاب يوم القيامة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 192 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن السدي ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ( دون العذاب الأكبر ) قال : يوم القيامة .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا إسرائيل ، عن السدي ، عن مسروق ، عن عبد الله مثله .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( دون العذاب الأكبر ) يوم القيامة في الآخرة .

حدثني محمد بن عمارة قال : ثنا عبيد الله قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ( دون العذاب الأكبر ) يوم القيامة .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( دون العذاب الأكبر ) يوم القيامة حدث به قتادة ، عن الحسن .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( دون العذاب الأكبر ) قال : العذاب الأكبر : عذاب الآخرة .

وقوله : ( لعلهم يرجعون ) يقول : كي يرجعوا ويتوبوا بتعذيبهم العذاب الأدنى .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ( لعلهم يرجعون ) قال : يتوبون .

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ( لعلهم يرجعون ) قال : يتوبون .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( لعلهم يرجعون ) : أي يتوبون .

التالي السابق


الخدمات العلمية