القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ( 22 ) )
[ ص: 193 ]
يقول - تعالى ذكره - : وأي الناس أظلم لنفسه ممن وعظه الله بحججه ، وآي كتابه ، ورسله ، ثم أعرض عن ذلك كله ، فلم يتعظ بمواعظه ، ولكنه استكبر عنها .
وقوله : (
إنا من المجرمين منتقمون ) يقول : إنا من الذين اكتسبوا الآثام ، واجترحوا السيئات منتقمون .
وكان بعضهم يقول : عنى بالمجرمين في هذا الموضع : أهل القدر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
مروان بن معاوية قال : أخبرنا
وائل بن داود ، عن
مروان بن سفيح ، عن
يزيد بن رفيع قال : إن قول الله في القرآن (
إنا من المجرمين منتقمون ) هم أصحاب القدر ، ثم قرأ (
إن المجرمين في ضلال وسعر ) إلى قوله : (
خلقناه بقدر ) .
حدثنا
الحسن بن عرفة قال : ثنا
مروان قال : أخبرنا
وائل بن داود ، عن
ابن سفيح ، عن
يزيد بن رفيع بنحوه ، إلا أنه قال في حديثه : ثم قرأ
وائل بن داود هؤلاء الآيات (
إن المجرمين في ضلال وسعر ) إلى آخر الآيات .
وقال آخرون في ذلك بما حدثني به
عمران بن بكار الكلاعي قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14656محمد بن المبارك قال : ثنا
إسماعيل بن عياش قال : ثنا
عبد العزيز بن عبيد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي ، عن
جنادة بن أبي أمية ، عن
معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812466 " ثلاث من فعلهن فقد أجرم : من اعتقد لواء في غير حق ، أو عق والديه ، أو مشى مع ظالم ينصره فقد أجرم . يقول الله : ( إنا من المجرمين منتقمون ) " .