القول في تأويل قوله تعالى : (
والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ( 5 ) )
يقول - تعالى ذكره - : أثبت ذلك في الكتاب ليجزي المؤمنين ما وصف وليجزي الذين سعوا في آياتنا معاجزين . يقول : وكي يثيب الذين عملوا في إبطال أدلتنا وحججنا معاونين يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فلا نقدر عليهم ( أولئك لهم عذاب ) يقول : هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم ، ويعني بالأليم : الموجع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
والذين سعوا في آياتنا معاجزين ) أي : لا يعجزون (
أولئك لهم عذاب من رجز أليم ) قال : الرجز : سوء العذاب ، الأليم الموجع .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قول الله
[ ص: 352 ] (
والذين سعوا في آياتنا معاجزين ) قال : جاهدين ليهبطوها أو يبطلوها قال : وهم المشركون . وقرأ (
لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) .