القول في تأويل قوله تعالى : (
ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ( 40 )
قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ( 41 ) )
[ ص: 414 ]
يقول - تعالى ذكره - : ويوم نحشر هؤلاء الكفار بالله جميعا ، ثم نقول للملائكة : أهؤلاء كانوا يعبدونكم من دوننا؟ فتتبرأ منهم الملائكة ( قالوا سبحانك ) ربنا ; تنزيها لك وتبرئة مما أضاف إليك هؤلاء من الشركاء والأنداد ( أنت ولينا من دونهم ) لا نتخذ وليا دونك ( بل كانوا يعبدون الجن ) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ) استفهام كقوله
لعيسى (
أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) .
وقوله ( أكثرهم بهم مؤمنون ) يقول : أكثرهم بالجن مصدقون ، يزعمون أنهم بنات الله ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .