[ ص: 415 ] القول في تأويل قوله تعالى (
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين )
يقول - تعالى ذكره - : وإذا تتلى على هؤلاء المشركين آيات كتابنا بينات ، يقول : واضحات أنهن حق من عندنا (
قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم ) يقول : قالوا عند ذلك : لا تتبعوا محمدا ، فما هو إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم من الأوثان ، ويغير دينكم ودين آبائكم ( وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى ) يقول - تعالى ذكره - : وقال هؤلاء المشركون : ما هذا الذي تتلو علينا يا
محمد ، يعنون القرآن ، إلا إفك ، يقول : إلا كذب مفترى : يقول : مختلق متخرص (
وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين ) يقول - جل ثناؤه - : وقال الكفار للحق ، يعني
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، لما جاءهم ، يعني : لما بعثه الله نبيا : هذا سحر مبين ، يقول : ما هذا إلا سحر مبين ، يبين لمن رآه وتأمله أنه سحر .