القول في تأويل قوله تعالى : (
وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ( 53 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( وقد كفروا به ) يقول : وقد كفروا بما يسألونه ربهم عند نزول العذاب بهم ، ومعاينتهم إياه من الإقالة له ، وذلك الإيمان بالله
وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاءهم به من عند الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 429 ] ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وقد كفروا به من قبل ) : أي بالإيمان في الدنيا .
وقوله (
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ) يقول : وهم اليوم يقذفون بالغيب
محمدا من مكان بعيد ، يعني أنهم يرجمونه ، وما أتاهم من كتاب الله بالظنون والأوهام ، فيقول بعضهم : هو ساحر ، وبعضهم شاعر ، وغير ذلك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله (
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ) قال : قولهم ساحر بل هو كاهن بل هو شاعر .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ) أي : يرجمون بالظن ، يقولون : لا بعث ولا جنة ولا نار .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ) قال : بالقرآن .