[ ص: 487 ] تفسير سورة يس
[ ص: 488 ] [ ص: 489 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في
تأويل قوله تعالى : ( يس ( 1 )
والقرآن الحكيم ( 2 )
إنك لمن المرسلين ( 3 )
على صراط مستقيم ( 4 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( يس ) فقال بعضهم : هو قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله ( يس ) قال : فإنه قسم أقسمه الله ، وهو من أسماء الله وقال آخرون : معناه : يا رجل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
أبو تميلة قال : ثنا
الحسين بن واقد ، عن
يزيد ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس في قوله ( يس ) قال : يا إنسان بالحبشية .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
شرقي قال : سمعت
عكرمة يقول : تفسير ) يس ) : يا إنسان .
وقال آخرون : هو مفتاح كلام افتتح الله به كلامه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
مؤمل قال : ثنا
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قال : ( يس ) مفتاح كلام افتتح الله به كلامه .
[ ص: 490 ] وقال آخرون : بل هو اسم من أسماء القرآن .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله ( يس ) قال : كل هجاء في القرآن اسم من أسماء القرآن .
قال
أبو جعفر ، وقد بينا القول فيما مضى في نظائر ذلك من حروف الهجاء بما أغنى عن إعادته وتكريره في هذا الموضع .
وقوله (
والقرآن الحكيم ) يقول : والقرآن المحكم بما فيه من أحكامه ، وبينات حججه (
إنك لمن المرسلين ) يقول - تعالى ذكره - مقسما بوحيه وتنزيله لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : إنك يا
محمد لمن المرسلين بوحي الله إلى عباده .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) قسم كما تسمعون (
إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) .
وقوله (
على صراط مستقيم ) يقول : على طريق لا اعوجاج فيه من الهدى وهو الإسلام .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
على صراط مستقيم ) : أي على الإسلام .
وفي قوله (
على صراط مستقيم ) وجهان ; أحدهما : أن يكون معناه : إنك لمن المرسلين على استقامة من الحق ، فيكون حينئذ " على " من قوله (
على صراط مستقيم ) من صلة الإرسال . والآخر أن يكون خبرا مبتدأ ، كأنه قيل : إنك لمن المرسلين ، إنك على صراط مستقيم .