القول في تأويل قوله تعالى : (
قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ( 15 )
قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ( 16 )
وما علينا إلا البلاغ المبين ( 17 ) )
يقول - تعالى ذكره - : قال أصحاب القرية للثلاثة الذين أرسلوا إليهم حين أخبروهم أنهم أرسلوا إليهم بما أرسلوا به : ما أنتم أيها القوم إلا أناس مثلنا ، ولو كنتم رسلا كما تقولون ، لكنتم ملائكة (
وما أنزل الرحمن من شيء ) يقول : قالوا :
[ ص: 502 ] وما أنزل الرحمن إليكم من رسالة ولا كتاب ولا أمركم فينا بشيء (
إن أنتم إلا تكذبون ) في قيلكم إنكم إلينا مرسلون
(
قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ) يقول : قال الرسل : ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون فيما دعوناكم إليه ، وإنا لصادقون
(
وما علينا إلا البلاغ المبين ) يقول : وما علينا إلا أن نبلغكم رسالة الله التي أرسلنا بها إليكم بلاغا يبين لكم أنا أبلغناكموها ، فإن قبلتموها فحظ أنفسكم تصيبون ، وإن لم تقبلوها فقد أدينا ما علينا ، والله ولي الحكم فيه .