القول في تأويل قوله تعالى : (
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ( 33 )
وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ( 34 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ودلالة لهؤلاء المشركين على
قدرة الله على ما يشاء ، وعلى إحيائه من مات من خلقه وإعادته بعد فنائه كهيئته قبل مماته إحياؤه الأرض الميتة التي لا نبت فيها ولا زرع بالغيث الذي ينزله من السماء حتى يخرج زرعها ، ثم إخراجه منها الحب الذي هو قوت لهم وغذاء ، فمنه يأكلون .
وقوله (
وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) يقول - تعالى ذكره - : وجعلنا
[ ص: 515 ] في هذه الأرض التي أحييناها بعد موتها بساتين من نخيل وأعناب (
وفجرنا فيها من العيون ) يقول : وأنبعنا فيها من عيون الماء .