[ ص: 106 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
وإن يونس لمن المرسلين ( 139 )
إذ أبق إلى الفلك المشحون ( 140 )
فساهم فكان من المدحضين ( 141 )
فالتقمه الحوت وهو مليم ( 142 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وإن
يونس لمرسل من المرسلين إلى أقوامهم (
إذ أبق إلى الفلك المشحون ) يقول : حين فر إلى الفلك ، وهو السفينة ، المشحون : وهو المملوء من الحمولة الموقر .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
إلى الفلك المشحون ) كنا نحدث أنه الموقر من الفلك .
حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله (
الفلك المشحون ) قال : الموقر . وقوله ( فساهم ) يقول : فقارع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 107 ] ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثنا
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله ( فساهم ) يقول أقرع .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
فساهم فكان من المدحضين ) قال : فاحتبست السفينة ، فعلم القوم أنما احتبست من حدث أحدثوه ، فتساهموا ، فقرع
يونس ، فرمى بنفسه ، فالتقمه الحوت .
حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله ( فساهم ) قال : قارع .
وقوله (
فكان من المدحضين ) يعني : فكان من المسهومين المغلوبين ، يقال منه : أدحض الله حجة فلان فدحضت : أي أبطلها فبطلت ، والدحض : أصله الزلق في الماء والطين ، وقد ذكر عنهم : دحض الله حجته ، وهي قليلة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
فكان من المدحضين ) يقول : من المقروعين .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( من المدحضين ) قال : من المسهومين .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : ثنا
أحمد بن المفضل قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله (
فكان من المدحضين ) قال : من المقرعين .
وقوله ( فالتقمه الحوت ) يقول : فابتلعه الحوت ، وهو افتعل من اللقم . وقوله ( وهو مليم ) يقول : وهو مكتسب اللوم ، يقال : قد ألام الرجل ، إذا أتى ما يلام عليه من الأمر وإن لم يلم ، كما يقال : أصبحت محمقا معطشا : أي عندك الحمق والعطش ، ومنه قول
لبيد :
سفها عذلت ولمت غير مليم وهداك قبل اليوم غير حكيم
فأما الملوم فهو الذي يلام باللسان ، ويعذل بالقول .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثني
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( وهو مليم ) قال : مذنب .
[ ص: 108 ] حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ( وهو مليم ) : أي في صنعه .
حدثني
يونس ، قال . أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله ( وهو مليم ) قال : وهو مذنب قال : والمليم : المذنب .