القول في
تأويل قوله تعالى : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ( 3 )
لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ( 4 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( إن الله لا يهدي ) إلى الحق ودينه الإسلام ، والإقرار بوحدانيته ، فيوفقه له ( من هو كاذب ) مفتر على الله ، يتقول عليه الباطل ، ويضيف إليه ما ليس من صفته ، ويزعم أن له ولدا افتراء عليه - كفار لنعمه ، جحودا لربوبيته .
وقوله : (
لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) يقول - تعالى ذكره - :
لو شاء الله اتخاذ ولد ، ولا ينبغي له ذلك ، لاصطفى مما يخلق ما يشاء ، يقول : لاختار من خلقه ما يشاء . وقوله : (
سبحانه هو الله الواحد القهار ) يقول : تنزيها لله عن أن يكون له ولد ، وعما أضاف إليه المشركون به من شركهم
[ ص: 253 ] ( هو الله ) يقول : هو الذي يعبده كل شيء ، ولو كان له ولد لم يكن له عبدا ، يقول : فالأشياء كلها له ملك ، فأنى يكون له ولد ، وهو الواحد الذي لا شريك له في ملكه وسلطانه ، والقهار لخلقه بقدرته ، فكل شيء له متذلل ، ومن سطوته خاشع .