القول في
تأويل قوله تعالى : ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ( 35 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وجزى هؤلاء المحسنين ربهم بإحسانهم ، كي يكفر
[ ص: 293 ] عنهم أسوأ الذي عملوا في الدنيا من الأعمال ، فيما بينهم وبين ربهم ، بما كان منهم فيها من توبة وإنابة مما اجترحوا من السيئات فيها (
ويجزيهم أجرهم ) يقول : ويثيبهم ثوابهم (
بأحسن الذي كانوا ) في الدنيا ( يعملون ) مما يرضي الله عنهم دون أسوئها .
كما حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد : (
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ) : أي ولهم ذنوب ، أي رب نعم ( لهم ) فيها (
ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) ، وقرأ : (
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) . . . إلى أن بلغ ( ومغفرة ) لئلا ييأس من لهم الذنوب أن لا يكونوا منهم (
ورزق كريم ) [ الأنفال : 4 ] ، وقرأ : (
إن المسلمين والمسلمات ) . . . إلى آخر الآية .