القول في تأويل
قوله تعالى : ( أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 52 ) )
يقول - تعالى ذكره - : أولم يعلم يا
محمد هؤلاء الذين كشفنا عنهم ضرهم ، فقالوا : إنما أوتيناه على علم منا ، أن الشدة والرخاء والسعة والضيق والبلاء بيد الله ، دون كل من سواه ، يبسط الرزق لمن يشاء ، فيوسعه عليه ، ويقدر ذلك على من يشاء من عباده فيضيقه ، وأن ذلك من حجج الله على عباده ؛ ليعتبروا به ويتذكروا ، ويعلموا أن الرغبة إليه والرهبة دون الآلهة والأنداد . (
إن في ذلك لآيات ) يقول : إن في بسط الله الرزق لمن يشاء ، وتقتيره على من أراد لآيات ،
[ ص: 306 ] يعني : دلالات وعلامات ( لقوم يؤمنون ) يعني : يصدقون بالحق ، فيقرون به إذا تبينوه وعلموا حقيقته أن الذي يفعل ذلك هو الله دون كل ما سواه .