القول في تأويل قوله تعالى : (
هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب ( 13 )
فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ( 14 ) )
يقول - تعالى ذكره - : الذي يريكم - أيها الناس - حججه وأدلته على وحدانيته وربوبيته (
وينزل لكم من السماء رزقا ) يقول ينزل لكم من أرزاقكم من السماء بإدرار الغيث الذي يخرج به أقواتكم من الأرض ، وغذاء أنعامكم عليكم (
وما يتذكر إلا من ينيب ) يقول : وما يتذكر حجج الله التي جعلها أدلة على وحدانيته فيعتبر بها ويتعظ ويعلم حقيقة ما تدل عليه إلا من ينيب يقول : إلا من يرجع إلى توحيده ، ويقبل على طاعته .
كما حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
إلا من ينيب ) قال : من يقبل إلى طاعة الله .
وقوله : (
فادعوا الله مخلصين له الدين ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد [ ص: 363 ] - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين به ، فاعبدوا الله - أيها المؤمنون له - مخلصين له الطاعة غير مشركين به شيئا مما دونه (
ولو كره الكافرون ) يقول : ولو كره عبادتكم إياه - مخلصين له الطاعة - الكافرون المشركون في عبادتهم إياه الأوثان والأنداد .