[ ص: 390 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ( 40 ) )
يقول : من عمل بمعصية الله في هذه الحياة الدنيا ، فلا يجزيه الله في الآخرة إلا سيئة مثلها ، وذلك أن يعاقبه بها؛ (
ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى ) يقول : ومن عمل بطاعة الله فى الدنيا ، وائتمر لأمره ، وانتهى فيها عما نهاه عنه من رجل أو امرأة ، وهو مؤمن بالله (
فأولئك يدخلون الجنة ) يقول : فالذين يعملون ذلك من عباد الله يدخلون في الآخرة الجنة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ) أي شركا ، " السيئة عند
قتادة شرك (
ومن عمل صالحا ) ، أي خيرا (
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) .
وقوله : (
يرزقون فيها بغير حساب ) يقول : يرزقهم الله في الجنة من ثمارها ، وما فيها من نعيمها ولذاتها بغير حساب .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
يرزقون فيها بغير حساب ) قال : لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان .