القول في تأويل قوله تعالى : (
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ( 19 )
حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ( 20 ) )
[ ص: 451 ]
يقول - تعالى ذكره - : ويوم يجمع هؤلاء المشركون أعداء الله إلى النار ، إلى نار جهنم ، فهم يحبس أولهم على آخرهم .
كما حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
فهم يوزعون ) قال : يحبس أولهم على آخرهم .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
فهم يوزعون ) قال : عليهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم .
وقوله : (
حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ) يقول : حتى إذا ما جاءوا النار شهد عليهم سمعهم بما كانوا يصغون به في الدنيا إليه ، ويسمعون له ، وأبصارهم بما كانوا ينظرون إليه في الدنيا (
وجلودهم بما كانوا يعملون ) .
وقد قيل : عنى بالجلود في هذا الموضع الفروج .
ذكر من قال ذلك .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
يعقوب القمي ، عن
الحكم الثقفي ، رجل من
آل أبي عقيل رفع الحديث ، (
وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ) إنما عنى فروجهم ، ولكن كني عنها .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : ثنا
حرملة ، أنه سمع
عبيد الله بن أبي جعفر ، يقول (
حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم ) قال : جلودهم : الفروج .
وهذا القول الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه في معنى الجلود ، وإن كان معنى يحتمله التأويل ، فليس بالأغلب على معنى الجلود ولا بالأشهر ، وغير جائز نقل معنى ذلك المعروف على الشيء الأقرب إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها .