القول في
تأويل قوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ( 51 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وإذا نحن أنعمنا على الكافر ، فكشفنا ما به من ضر ، ورزقناه غنى وسعة ، ووهبنا له صحة جسم وعافية ، أعرض عما دعوناه إليه من طاعته ، وصد عنه (
ونأى بجانبه ) يقول : وبعد من إجابتنا إلى ما دعوناه إليه ، ويعني بجانبه بناحيته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 492 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله : (
أعرض ونأى بجانبه ) يقول : أعرض : صد بوجهه ، ونأى بجانبه : يقول : تباعد .
وقوله : (
وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ) يعني بالعريض : الكثير .
كما حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
فذو دعاء عريض ) يقول : كثير ، وذلك قول الناس : أطال فلان الدعاء : إذا أكثر ، وكذلك أعرض دعاءه .