القول في
تأويل قوله تعالى : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ( 25 ) )
يقول - تعالى ذكره - : والله الذي يقبل مراجعة العبد إذا رجع إلى توحيد الله وطاعته من بعد كفره (
ويعفو عن السيئات ) يقول : ويعفو له أن يعاقبه على
[ ص: 533 ] سيئاته من الأعمال ، وهي معاصيه التي تاب منها (
ويعلم ما تفعلون ) اختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء
المدينة والبصرة " يفعلون " بالياء ، بمعنى : ويعلم ما يفعل عباده ، وقرأته عامة قراء
الكوفة ( تفعلون ) بالتاء على وجه الخطاب .
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، غير أن الياء أعجب إلي ، لأن الكلام من قبل ذلك جرى على الخبر ، وذلك قوله : (
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) ويعني - جل ثناؤه - بقوله : (
ويعلم ما تفعلون ) ويعلم ربكم أيها الناس ما تفعلون من خير وشر ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، وهو مجازيكم على كل ذلك جزاءه ، فاتقوا الله في أنفسكم ، واحذروا أن تركبوا ما تستحقون به منه العقوبة .
حدثنا
تميم بن المنتصر قال : أخبرنا
إسحاق بن يوسف ، عن
شريك عن إبراهيم بن مهاجر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، عن
همام بن الحارث قال : أتينا
عبد الله نسأله عن هذه الآية : (
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) قال : فوجدنا عنده أناسا أو رجالا يسألونه عن رجل أصاب من امرأة حراما ، ثم تزوجها ، فتلا هذه الآية (
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) .