القول في
تأويل قوله تعالى : ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ( 29 ) )
[ ص: 538 ]
يقول - تعالى ذكره - : ومن حججه عليكم أيها الناس أنه
القادر على إحيائكم بعد فنائكم ، وبعثكم من قبوركم من بعد بلائكم ، خلقه السموات والأرض . وما بث فيهما من دابة ،
يعني وما فرق في السموات والأرض من دابة .
كما حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : (
وما بث فيهما من دابة ) قال : الناس والملائكة .
يقول : وهو على جمع ما بث فيهما من دابة إذا شاء جمعه ، ذو قدرة لا يتعذر عليه ، كما لم يتعذر عليه خلقه وتفريقه ، يقول - تعالى ذكره - : فكذلك هو القادر على جمع خلقه بحشر يوم القيامة بعد تفرق أوصالهم في القبور .