القول في
تأويل قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( 9 )
الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين من قومك : من خلق السموات السبع والأرضين ، فأحدثهن وأنشأهن ؟ ليقولن : خلقهن العزيز في سلطانه
[ ص: 572 ] وانتقامه من أعدائه ، العليم بهن وما فيهن من الأشياء ، لا يخفى عليه شيء . (
الذي جعل لكم الأرض مهدا )
يقول : الذي مهد لكم الأرض ، فجعلها لكم وطاء توطئونها بأقدامكم ، وتمشون عليها بأرجلكم . (
وجعل لكم فيها سبلا ) يقول : وسهل لكم فيها طرقا تتطرقونها من بلدة إلى بلدة ، لمعايشكم ومتاجركم .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وجعل لكم فيها سبلا ) أي طرقا . حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
الذي جعل لكم الأرض مهدا ) قال : بساطا (
وجعل لكم فيها سبلا ) قال : الطرق . (
لعلكم تهتدون ) يقول : لكي تهتدوا بتلك السبل إلى حيث أردتم من البلدان والقرى والأمصار ، لولا ذلك لم تطيقوا براح أفنيتكم ودوركم ، ولكنها نعمة أنعم بها عليكم .