القول في
تأويل قوله تعالى : ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ( 38 )
ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 39 ) )
[ ص: 41 ]
يقول - تعالى ذكره - : (
وما خلقنا السماوات ) السبع والأرضين وما بينهما من الخلق لعبا . وقوله (
ما خلقناهما إلا بالحق ) يقول : ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق الذي لا يصلح التدبير إلا به .
وإنما يعني بذلك - تعالى ذكره - التنبيه على صحة البعث والمجازاة ، يقول - تعالى ذكره - : لم نخلق الخلق عبثا بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا ، ثم نفنيهم من غير الامتحان بالطاعة والأمر والنهي ، وغير مجازاة المطيع على طاعته ، والعاصي على المعصية ، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنهي (
ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) .
(
ولكن أكثرهم لا يعلمون ) يقول - تعالى ذكره - : ولكن أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أن الله خلق ذلك لهم ، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط الله عقوبة ، ولا يرجون على خير إن فعلوه ثوابا لتكذيبهم بالمعاد .