القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ( 9 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( وإذا علم ) هذا الأفاك الأثيم ( من ) آيات الله (
شيئا اتخذها هزوا ) : يقول : اتخذ تلك الآيات التي علمها هزوا ، يسخر منها ، وذلك كفعل
أبي جهل حين نزلت (
إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) إذ دعا بتمر وزبد فقال : تزقموا من هذا ، ما يعدكم
محمد إلا شهدا ، وما أشبه ذلك من أفعالهم .
وقوله (
أولئك لهم عذاب مهين ) يقول - تعالى ذكره - : هؤلاء الذين يفعلون هذا الفعل ، وهم الذين يسمعون آيات الله تتلى عليهم ثم يصرون على كفرهم استكبارا ، ويتخذون آيات الله التي علموها هزوا ، لهم يوم القيامة من الله عذاب مهين يهينهم ويذلهم في نار جهنم بما كانوا في الدنيا يستكبرون عن طاعة الله واتباع آياته ، وإنما قال - تعالى ذكره - ( أولئك ) فجمع . وقد جرى الكلام قبل ذلك ردا للكلام إلى معنى الكل في قوله (
ويل لكل أفاك أثيم ) .